الإستثمار والعقارات: عاملان يتأثران ويؤثران

أصبحت الدول في جميع أنحاء العالم تبحث عن مجالات أخرى، من شأنها أن تتسبب في انتعاش اقتصادها وتنشيط حركته. واحدة من أهم وأكبر المجالات التي عمدت بعض الدول في الثلاث عقود التي مضت إلى التركيز عليها، وبث الحياة فيها، هي: العقارات. يعد هذا القطاع في بعض البلدان من القوى الكبرى والعوامل المهيمنة على أسواقها. بل إننا نستطيع أن نجزم أن بعض هذه الدول تعتمد على هذا القطاع بشكل رئيسي، فهو بالنسبة لها يشكل مصدر الدخل الأول. ولذلك فهي تعمل بشكل متواصل على تحسين وتطوير مبانيها على اختلاف أنواعها.

تعد المباني المنتشرة عامل مؤثر بصورة كبيرة على مجالات الحياة الأخرى. إن انتعاش سوق العقارات وحركته المتوقدة والحيوية ستؤدي بلا أدنى شك إلى انتعاش المناحي الأخرى في الدولة، مثل: الخدمات، المرافق، ومستوى المعيشة بشكل عام. علاوة على ذلك، إن جذب الإستثمار إلى الدولة سيؤدي بدوره إلى التأثير في مظاهر الحياة فيها، بما فيها العقارات. سنشير في هذا المقال إلى بعض التغييرات الإيجابية التي ستطرأ على الحياة في الدولة، من خلال الإستثمار الخارجي في مبانيها ومظاهرها العمرانية.

إن تميز بنيان الدولة وإستقرارها السياسي والإقتصادي سيؤدي إلى لفت أنظار رجال الأعمال من كافة أرجاء المعمورة إليها، والرغبة في تخصيص أموال طائلة للإستثمار فيها. الأمر الذي سيتسبب في حصول نهضة تشمل كافة حقول ومجالات الدولة. النقاط التالية تشير إلى بعض الأمور التي ستستجد في الدولة التي بدأت الإستثمارات الخارجية بالتوافد إليها:

* ازدهار العمران: إن الإهتمام الكبير الذي سيبديه أصحاب رؤوس الأموال الذين يسكنون في بلدان أجنبية في بنيان الدولة، سيدفع حكومة هذه الدولة إلى الإنعكاف على تشييد المزيد منها؛ وذلك لتلبية الطلب المتزايد عليها. ستقوم الحكومة بالعمل على رسم الخطط وتخصيص الميزانيات من أجل العمران وحده. كما ستقوم بوضع الخطط التي من شأنها أن تؤدي إلى تحفيز القطاعات الخاصة على الإنخراط في هذا المجال. اضافة إلى ذلك، ستقوم الحكومة بالإعتناء والإنتباه إلى العمران الذي تم تشييده على أرضها من قبل، وستقوم بحماية المباني والآثار القديمة التي تعود ملكيتها إلى الحضارات السابقة والتي تواجدت على أرض الدولة منذ آلاف السنين.

* تحسين الخدمات: سيؤدي اهتمام الدولة بتشييد المزيد من المباني إلى الإهتمام بالخدمات الواصلة إلى أماكن وجودها، وكذلك سيرافقه الإهتمام بجودتها ونوعيتها. كما ستعمل على توصيل هذه الخدمات إلى الأماكن التي لم تصلها من قبل. الأمر الذي سيتسبب في تغيير أحوال هذه المناطق بصورة إبجابية.